معركة مجدو كانت في (القرن الخامس عشر قبل الميلاد) بين الجيش المصري تحت قيادة الملك “تحتمس الثالث” ضد ائتلاف كبير من المتمردين الكنعانيين تحت قيادة ملك “قادش” (سوريا حاليا) واللى بالمناسبه أول ما الجيش المصرى حاصر الأعداء ملك قادش حط ديله فى سنانه وهرب وساب المعركة والجنود والعتاد
التحالف كان من الكنعانيين تحالفوا مع الميتانيين والعموريين من منطقة النهرين بين منابع نهري العاصي و الأردن ، كانت القيادة والمحرك الرئيسي وراء هذه الثورات هو ملك قادش ، و انضم ملك مجدو صاحب القلعة القوية أيضا إلى التحالف ، واستجاب تحتمس الثالث وتعامل مع التهديد بنفسه شخصياً وخرج لملاقاتهم على رأس جيشه على ارضهم
1- تعتبر معركة “مجدو” أول معركة تم تسجيلها في الوثائق المقبولة تاريخيا
2- تعتبر معركة “مجدو” أول معركة يتم فيها استخدام القوس المركب ، كما أنها أول معركة يتم فيها إحصاء عدد القتلى
3- جميع تفاصيل المعركة تأتي من مصادر مصرية وبشكل رئيسي من على جدران قاعة الحوليات في معبد “آمون رع” في الكرنك بالأقصر ، عن طريق كاتب الجيش (تجانيني)
4- الحسابات المصرية لتاريخ المعركة كانت في اليوم 21 من الشهر الأول في الموسم الثالث أو في السنة الثالثة والعشرين من حكم تحتمس الثالث
5- بعض الحسابات أرخت تاريخ المعركة إلى 1482 قبل الميلاد أو 1479 قبل الميلاد (أى قبل ولادة نبوخذ نصر الاول والثانى باكثر من 300 سنة إلى 900 سنه)
6- انتهت المعركة بانتصار مصري وأسفرت عن هزيمة قوات الكنعانيين والتي فرت إلى الأمان في مدينة “مجدو” مما نتج عنه حصار مجدو الطويل ، ومع إعادة تأكيد الهيمنة المصرية في الشام ، بدأ تحتمس الثالث عهده الذي وصلت فيه الإمبراطورية المصرية إلى أقصى توسع لها (وبالمناسبة دى كانت أول حرب يقودها تحتمس الثالث بعد أن أصبح ملك على مصر وكانت ضد تحالف عدد من الجيوش)
أمر تحتمس الثالث الفنانين بكتابة ونقش حملاته العسكرية على جدار معبد آمون رع في الكرنك ، وتصف الحوليات تفاصيل 14 حملة عسكرية قادها تحتمس الثالث في الشام ، والغنائم الكبيرة التي كسبها خلال حملاته ، والضرائب التي تلقها من الأراضي التي غزاها ، وأخيرا العطايا إلى آمون رع.
بالإضافة إلى ذلك الحوليات تُظهر التأثيرات المستمرة لمعركة “مجدو” فبعد انتصار تحتمس الثالث في معركة مجدو وبعد حملاته الناجحة في الشام في العشرين سنة التالية ، بدأ ظهور قوة مصر على الساحة العالمية كقوى عظمى وتطورها إلى إمبراطورية وهو ما كان واضحا في الحوليات ، وتُظهر المناظر الدبلوماسية على الجداران استقبال الهدايا من “بابل” ( بابل كانت بتقدم الجزية “لتحتمس الثالث” ) ، ومين تانى كان طالب رضا تحتمس الثالث الإمبراطورية الحثية ، وغيرهم من القوى الكبيرة والمسيطرة في ذلك الوقت كانوا بيقدموا الجزية والهدايا إرضاء لملك مصر
أثناء معركة “مجدو” ترك ملك قادش عدد كبير من قوات المشاة لحراسة الطريقين المحتملين الذين اعتقد أن تحتمس سيأتى منهم ، وتجاهل طريق “أرونا” وهو الطريق الجبلي الضيق القادم من الجنوب ، و اختار تحتمس الطريق الجبلي الضيق خلال وادي وعر متجاهلا خطورة انتشار قواته في الجبال حيث من السهل أن يكونوا عرضة لكمين من العدو في الممرات الجبلية الضيقة ، قاد تحتمس القوات بنفسه خلال أرونا مع قوات المشاة والفرسان تاركا الطريق الأسهل والاوسع لان العدو كان يعتقد أنه سياتى منه وبهذا خدع تحتمس الثالث تحالف المتمردين وكتائب استطلاع للعدو وأخذ طريق مغاير ، وفاجأ تحتمس العدو بهجوم سريع ممزقا دفاعاتهم وصفوف جيوشهم حيث دخل الوادي دون مقاومة ، ولم يستطيع ملك قادش المصدوم من المفاجأة التحضير للمعركة على الرغم من أن قواته كانت على أرض مرتفعة قريبة من القلعة ، إلا أن القوات المصرية كانت مرتبة في تشكيل مكون من ثلاثة أجنحة والتي هددت كلا من جانبي الكنعانيين ، و كانت تقدر أعداد كل من القوات المصرية والقوات الكنعانية بحوالي 1000 عربة و10000 من قوات المشاة
قاد تحتمس هجوم مبكر وقوي أضعف عزيمة العدو لتنهار قواته سريعا التى هربت الى المدينة وتحصنوا بداخلها وأغلقوا البوابات خلفهم.
بدأ الجنود المصريون فى نهب معسكر العدو وتم الاستيلاء على 924 عربة و200 درع. ولسوء حظ المصريين استطاعت القوات الكنعانية المتناثرة بالإضافة إلى ملوك قادش ومجدو الانضمام إلى المدافعين داخل المدينة ، حيث قام المدافعون داخل المدينة بمد الملابس المربوطة ببعضها من فوق الأسوار للجنود ليتسلقوا الأسوار ويدخلوا المدينة مما أضاع فرصة الاستيلاء السريع على المدينة من أيدي المصريين.
تم حصار المدينة لمدة سبعة أشهر ليهرب ملك قادش بعدها
و قام تحتمس بحفر خندق وسور خشبي مما أجبر أعداءه على الاستسلام. في الكرنك تم تسجيل أن الجيش المنتصر أعاد إلى الديار 340 أسيرا و2041 فرسا و6 فحول و924 عربة و200 درع و502 قوس و1929 من الماشية و22500 من الأغنام ، بالإضافة إلى الدرع الملكي وخيمة ملك مجدو ، وتم الاحتفاظ بالمدينة وسكانها. وتم غزو عدد من المدن في وادي جيزريل وأُعيدت السيطرة المصرية عليها.
نتائج تلك المعركة زادت من اتساع المملكة المصرية ، كما كتب بول ك. دافيز: “مع تأكيد الهيمنة المصرية في كنعان ، بدأ تحتمس الثالث عهدا وصلت فيه المملكة المصرية إلى أقصى اتساع لها كإمبراطوية ، طلب تحتمس الثالث من الملوك المهزومين أن يُرسل كل منهم ابنه إلى مصر ليحصلوا على تعليم مصري …. وعندما عادوا إلى أوطانهم حكموا بتعاطف مصري … إلا أن الانتصار في مجدو كان فقط البداية لتهدئة الأوضاع في الشام ، حيث لم يتحقق الهدوء الفعلي إلا بعد عدة حملات عسكرية أخرى ، والتي كانت سنوية تقريبا