فنون

من المنفى

بقلم:حسن عبد الامير

تهاجسني اللحظات
التي ادركت فيها
انني منفي مني عني وعن المدن الحبيبة
و ها انا ذا اقف و الحزن جلادي
ارسم على الورق الغريب خرائط و شوارع
علي اتذكر طريق العودة الى جلدتي
و “المنطار” و “الطوش”
و الانهار التي كنا نعبرها على ظهور النخيل العراقية صغارًا
اما سباحة على ظهور امهاتنا
او على ظهر جذع نخلة تصالح جرفي النهر
نغبط الماضي ومافيه من الاسماك و الريف
و زفرة الشباك
نبوءة الخير الوحيدة آنذاك
كنا نمشي خلسة خطوة بخطوة
الان…
نركض و الزمن يركض قبالنا و نحن حفاة
آه آه…..
سياط الايام لا تزال
تجلدني
و الجوى يشتد
و انزف ذكريات لن تعود
ذات هجرٍ على سكة قطار الشوق ركلته قلبي
في شباك الصبر قربانًا لوجه الربِ
و العمر كان بلا مكابح
يمضي قرابة الستين لوعة ؛
كي لا انسى مدن النخيل
مدن فيها بساتين اجدادي السومريون
التي لا يزال عطر اناثها النخل
شامخات رغم انف التأريخ
قداسة بلاد و تراثًا و حضارة
النخل الذي كلما “دليته” يفرح “الحجي” كثيرًا
كلهن عمات مكرمات
حتى بعد الحربِ!
حتى بعد قطع الرؤوس بالصواريخ
احن لطبيعة تذيق قلبي شوقًا
في منفى عديم التأريخ
كبلاد غير بلادي
قلبي لا يزال متعلقًا بجذع برحية ما
هي ليست إمرأة!
حُذرتُ من صعودها مرارًا قبل مواسم القصاص
و عاندت الطبيعة ولم أكترث لغضب الاجداد
بمساس سعفة ما
الاجداد الذين لا يعصيهم صبي في زمانهم ولا تمس بساتينهم او تتحول الى بيوت كما هي الان!
تسلقت عبر خصر الزمن
مدينة مدينة!
حتى وطأت قدماي في بصرتنا
و تذوقت من حبها
و شِعرها ما لذ و طاب .
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى