منوعات

ازدواجية العرب

بقلم (مشتاق الجليحاوي)

المراقب للشأن العالمي يلاحظ تدهور الاوضاع في كثير من دول العالم من الناحية الاقتصادية للبلدان ومن الناحية الامنية كذلك هناك تدهور واضح وواضح جدا لكن المراقب للشأن العربي سيلاحظ ان جل هذا التدهور وبمختلف انواعه هو عند العرب فالعرب والمسلمون لم يعودا ((كانهم بنيان مرصوص)) لا بل (كل حزب بما لديهم فرحون)) فالوضع العربي لا يسر صديق وهذا يعود الى الازدواجية في النظرة والازدواجية في العمل والازدواجية الكلام لدى العرب والمسلمين مع كل الاسف فالخطاب العربي والاسلامي اليوم هو خطاب مصلحة بالدرجة الاساس وخطاب مذهبي اثني، فالوضع في سوريا هناك من يؤيد النظام ويؤكد الشرعية له ويصف السعب الذي رفض هذا الحاكم بانه متمرد وخارج عن القانون وبجب ان يحاسب ويعاقب معتبرا النظام هو عادل ومنصف للشعب في حين نرى في الجانب الاخر من العرب والمسلمين مختلفين تماما مع هذه النظرة فيعتبرون الشعب ثائرا ومنتفضا بوجه حاكم جائر وان هذا الحاكم انتهت شرعية حكمه حين خرج عليه الشعب وبالتالي يجب ان ينحى عن سدة الحكم وعلى هذا المنوال كلا الطرفين يدعم صاحبه لكل ما اوتي من قوة باعلام وعتاد ومال.
ايضا جانب اخر من المواجهة بين الشعب والحاكم هو الاقتتال الذي يحصل في موطن العرب واصلهم-والله يعز علينا هذا الوضع- انه بلد اليمن السعيد وهنا الامر بالعكس اذ ان الطرفين كليهما اتفقا في ان لا يتفقا فمن يرى الثوار في سوريا فانهم في اليمن متمردين ومن يرى المتمردين في سوريا فالان في اليمن هم ثوار يجب دعمهم .والحال ذاته مع الحاكم اليمني فهناك من يؤيد وهناك من يرفض
ووسط هذه الازدواجية راح العرب والعروبة فاثخن بعضهم بعضا قتلا وانهيت البنى التحتية للبلدان العربية وتفرق ابناء الشعب الواحد وامسى معظمهم مشردين بلا مسكن ونازحين بلا مأوى . فالفرق ببن هاتين الدولتين هو فرق المذهبية والا فالشعبين عرب مسلمون اكثرهم وقبل كل هذا تجمعهم الانسانية.
فعلى هذه البلدان ان تكون مناصرة للشعب او للحاكم او بالاحرى ان تكون مناصرة للحق وتعمل بمبدئ وهو المساواة بين الناس والشعب هو الفيصل من سرعية الحاكم او عدمها لانه صاحب القرار والاختيار لان الشعب الذي سوف يحكم وليس هذا البلدان الاخرى .
للاسف هذه الازدواجية اودت بالعروبة وضيقت الخناق حتى على الدين الحنيف الذي هو نبراس الهداية فاولت هذه الدول مصالحها واهملت مصالح البلاد والعباد
وايضا الى متى يبقى الحكام العرب من القصر الى الفبر لايوجد بينهما شيء وكأن البلد ملك ابيه. ويبقى..
اذا الشعب يوما اراد الحياة……فلا بد ان يستجيب القدر

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى