منوعات

الربيع العربي

بقلم (مشتاق الجليحاوي)

يتوقع البعض منا أن الربيع العربي لم تُجنَ ثماره، ذلك الربيع أو تلك المظاهرات التي أُسميت ربيعاً والتي هاجت وهُيجت قبل حوالي عقدٍ من الآن اندلعت شرارتها الأولى في سوريا ومصر وتونس وبلدان أخرى بغية تغيير انظمةِ حكمٍ جثت على أوطاننا مُدَدٍ كبيرة تنوع بين الملكي والديكتاتوري والانتخابي الديكتاوري.
وقتذاك تم دعم تلك المظاهرات من قبل دول عالمية كبرى على الرغم من اختلافها مع دعاة التظاهرات، ففي تونس ومصر كان دور الجماعات الإخوانية كبير جداً في تنظيم المسيرات وانتقاء الهتافات علاوة على الاهداف.
تونس تلك الدولة التي تكون السياحة أحد أهم مرتكزات اقتصادها بين ليلة وضحاها حكمها متدينون اخوانيون كما الحال مع مصر التي لديها شواطئ وشاليهات وغناء وطرب ….إلخ حكمها اخوانيون متشددون،
تلكما الدولتان قُدِّم لهما نموذج اسلامي فاشل مدعوم أمريكياً الهدف منه تقديم نموذج سيء عن الحكم الإسلامي وفعلاً لم تَبُء هذه المهمة بأي حيث تحولت مصر الى بلد يقام فيه الأحكام الشرعية والحدود التعزيرية والحجاب والنقاب وما شابه.
فشل الحكم الإخواني فشلاً ذريعاً في إدارة سدة الحكم وحدث انقلاب عسكري حول قيادات الإخوان إلى معتقلين يقبعون في سجون الدولة ومات بعضهم فيها،
الحكم العسكري في مصر من جوانب عدة لم يكن افضل من حكم مبارك.
سوريا البلد الشامي اللطيف الذي يورث فيه الحكم ميراثاً حُوّلت إلى بؤرة صراعات وساحة لتصفية النزاعات والخصومات المحلية والإقليمية والعالمية وحتى القومية والعقائدية.
خردة السلاح العالمي بِيعَت في سوريا إلى النظام الحاكم وإلى المعارضة فدُمرت بناها التحتية والفوقية وقُتل شبابها و رُملت نسائها وايتمت أطفالها وشُردوا في أصقاع العالم.
مدنٌ عربية سورية تصبح جزءاً تركياً ويُسورها جيشاً عرمرماً من تركيا ويخوض معارك ضارية لمنع دخولها من قبل غير كما حدث في مدينة عين العرب ‘كوباني’ وغيرها .
الجزائر أيضاً كان لها ربيعٌ عربي متأخر بعض الشيء أسوة بنظيره السوداني.
الجزائري أزاح حكماً عاصره الأجداد والاحفاد،
لكن…
لكن هذا الحكم اُستبدل بغير لم يوائم رغبات وتطلعات الشعب الجزائري فظلت المظاهرات تخرج والمسيرات الأسبوعية تنضم…!
العراق كان له ربيع عربي أيضاً وخرج بقوة لكنه سرعان ما هرِم بسبب تغلغل الأحزاب فيه وفي الشعب وبقرارات ترقيعية تم تدوير وجوه واستبدال أخرى وسكت الشعب،
الشعب الذي أجاد السكوت وتجلبب الصمت ولم يحرك ساكناً تجاه ما يحصل فيه من أزمات مصطنعة من سياسية وأمنية واقتصادية أنهكت قواه وقضت مضجعه وجعلت ليله مسهداً.
خلاصة الأمر أن العرب قد غُرّر بهم واقحموا أنفسهم في مواضع لا تناسبهم ولا اقصد الدعوة عدم الثورة على الظلم والركون إلى الطاغوت بل على العكس تماماً حيث يجب على كل انسان تمس كرامته أو يسلب مصدر عيشه الثورة والوقوف بوجه الظالم وتفويت الفرص عليه والسعي إلى تحقيق العدالة الإجتماعية ومحاولة إيجاد فرص كريمة للحياة.
آفتنا الوعي المفقود وعليه متى ما وعى الشعب ثار
ثار ثورة واعية تقودها الفئة النخبوية والإذكياء والمهرة
ثورة ردائها العلم وهدفها الإنسان
يعني ذلك أنها ترسم أهدافاً وخططاً تليق بواقع الشعب والوطن وبذلك فأنها ستكون وفق تنظيم وإستراتيجية تعد من قبل مختصين لما قبل الثورة وما بعدها.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى