الأمير الذي انتحر شنقآ .. حكاية المومياء الصارخة
فى عام 1881 تم اكتشاف خبيئة الدير البحرى الملكية فى الأقصر حيث قام كهنة الأسرتين ٢١ و ٢٢ بإخفاء أعضاء ملكيين من أسر سابقة لحمايتهم من لصوص القبور.
من المحزن ان تعرف ان الخيانة تأتي لك من اقرب ما لديك، زوجتك وابنك ففي جنح الليل وعند نوم الملك رمسيس الثالث في سلام قرر ابنه الأمير بنتاؤر بمساعدة أمه قتل أبيه ذبحآ علي فراشه.
في خبيئة المومياوات بالدير البحري وجدنا كل المومياوات الملكية ملفوفة بعناية بالكتان النقي و التحنيط المصري القديم الا مومياء واحدة فقد وجدت ملفوفة بجلد الماعز الذي كان نجس عند المصريين القدماء ورجلي المومياء مربوطة بحبال من الجلد و لم يتم تحنيط المومياء علي الاطلاق، بل تم الاكتفاء بتجفيفه بملح النطرون، لم يكتفوا فقط بتعذيبه بهذا الشكل بل لم يتم كتابة اسمه علي تابوته و لا اية نقوش تحميه في العالم الآخر بل ايضا يستحق هذا المجرم بالنسبة لهم العذاب و الجحيم، ظلت هذه المومياء غير معروفة لمدة طويله، يدور حولها الشك، و الخوف من النظر اليها كان في عين كل الناس فهي صارخة لونها يميل الي الاحمرار، فكان من الواضح انها تتعذب.
تكلمت بردية تورين عن قضية اغتيال الملك رمسيس الثالث في العام 1184-1153 ق.م الذي تم ذبحه في فراشه، و قد تم نعت الذي قتله باسم “المجرم الكبير“، تحكي البردية عن قتل الملك رمسيس الثالث بواسطة زوجته و ابنه.
وعندما وضعوا الاشعة علي مومياء الملك رمسيس الثالث وجدوا ان رقبته مذبوحة، فقد تم قتله بخنجر من الوراء، فقد اظهر الفحص الدقيق لمنطقة الرقبة بالأشعة المنطقية ان شخصآ ما كان قد فاجأه من الخلف بطعنة في الرقبة بسلاح حاد و مدبب كالخنجر و قد وصل عرض الجرح البالغ في الانسجة ل 35 مم و امتد بعمق حتي وصل لنهاية الفقرة السابعة من فقرات الظهر، قطع الجرح جميع الأعضاء الموجودة بمنطقة الرقبة بما فيهم البلعوم، القصبة الهوائية، والأوعية الدموية الاساسية، و كان مقتله شنيعآ حيث اظهرت الأشعة المقطعية ان حلقه قد شق و ان اصبع قدمه الكبير مقطوع، و كان الهجوم من مهاجمين متعددين وبأسلحة متنوعة، اثبتت الأشعة المقطعية ايضا ان مومياء الملك رمسيس الثالث احتفظت بجميع التمائم التي وضعها المحنطون داخل اللفائف الكتانية و تم العثور بالاضافة الي ذلك علي تميمة “عين ودجات” و التي ترمز لعين حورس و قد تم وضعها علي حافة الجرح الموجود علي الرقبة باعتبارها رمزآ للحماية و الشفاء لان “عين ودجات” لها رمزية في الاسطورة المصرية القديمة بان الاله حورس تم جرح عينيه في احدي المعارك مع اله الشر “ست”، و قد تم شفاء عين حورس بمعجزة و قوة خارقة من الاله “جحوتي” اله الحكمة والمعرفة عند المصريين القدماء، ولذلك تم وضعه من قبل المحنطين متمنين شفاء الملك رمسيس الثالث في الحياه الأخري، وتم العثور ايضا بواسطة الاشعة المقطعية علي وجود اربعة تمائم تمثل ابناء حورس الاربعة بداخل اللفائف الكتانية عند منطقة الصدر ايضا لحماية المومياء ..
وأعلن الفريق الطبي لدراسة المومياوات الملكية، ان تحليل الحمض الخاص ب”المومياء الصارخة” انها تنتمي بصلة حمض نووي قوية بالملك رمسيس الثالث وازعموا انها للأمير “بنتاؤر” ابن الملك رمسيس الثالث، تقول الادلة الاثرية ان المجرم الرئيسي كان شابآوعوقب بقتل نفسه، وتم تحنيطه ودفنه مقيد، ولم يتبع اجراءات دفنه مثلما كان يتبع في مصر القديمة، فلم يتم استخراج احشائه ولا جمجته بل فقط تم تجفيفه بملح النطرون ودفنه في تابوت من خشب الارز فيظهر ان السبب والغرض في ذلك هو التحقير من شأن الميت وحرمانه من الحياة الاخري.
ومن ما ورد بالبردية ان هذا الامير تم الحكم عليه بأنه اجبر ان ينتحر بنفسه شنقآ وعليه فلم يتم تحنيطه وتم عقاب كل من شاركوه هذه الجريمة البشعة في حق أبيه، ولكن في حين ان العلماء لا يعرفون ما حدث حتي الان للملكة “تيي”.
و قد تم اغتيال الملك رمسيس الثالث من ابنه “بنتاؤر” وأمه الملكة “تي” و المتآمرين اشتملوا علي قادة في الجيش المصري و عدد من الجنود والخدم في القصر، بالاضافة الي نساء من حريم الملك “رمسيس الثالث” ومجموعة من السحرة لذلك سميت المؤامرة باسم “مؤامرة الحريم“.
لقد تم القبض علي المتآمرين علي قتل الملك و عقابهم.
قال عالم المصريات “زاهي حواس” وزير الأثار الاسبق ” ان هذه المومياء المعروفة باسم المومياء الصارخة حيرت علماء المصريات والباحثين لفترة طويلة من الزمن.
الحقيقة ان الملك رمسيس الثالث كان من اقوي حكام مصر ولم يستحق هذه القتله فقتله هذا كان بسبب الطمع في عرش مصر، لاستولائه العرش بدلآ عن اخيه الملك “رمسيس الرابع” الذي من الزوجة الملكية الرئيسية الأولي وبذلك يحق له عرش مصر ولكن تمت المآمرة بقيادة ابنه وزوجته وكثير من نساء القصر بالاضافة الي الموظفيين والخدم والاداريين من القصر الملكي.
رمسيس الثالث:
كان الملك رمسيس الثالث احد ملوك الأسرة العشرين في الدولة الحديثة و كان يعرف بكثرة الحريم في قصره وكان يصور معهن علي جدار معبده وهن الذين تآمروا ضده، يعتبر رمسيس الثالث ويعرف بأنه آخر الملوك العظماء في الدولة الحديثةقد حارب كثير من الحروب القوية التي حمت ارض و حدود مصر القديمة وقاوم شعوب البحر، فقد سجلت حروبه علي جدران معبده وخاصة علي الجدار الخارجي للصرح الثاني من الناحية الشمالية وهو اطول نص بالخط الهيروغليفي علي المعابد تم العثور عليه حي الان وتم تصوير المعركة ضدهم علي الجدار الشمالي الخارجي للمعبد، فيعتبر هذا الملك هو الذي انقذ العالم القديم من اهوال شعوب البحر التي غزت دول الشرق فيعرف الملك رمسيس الثلبث باسم “قاهر شعوب البحر”
لقد خاض رمسيس الثالث اول معركة حربية في تاريخ مصر القديمة ضد شعوب البحر واوقف زحفهم، قد قال عالم المصريات ووزير الاثار الاسبق الدكتور “زاهي حواس” ان الملك رمسيس الثالث كان محاربا عظيما و كان عاشقا للنساء يملك منهن المئات، ويبدو ان ذلك كان سببا في غيرة احدي زوجاته الثانويات واجج غضبها اختياره لابنه رمسيس الرابع ليكون وليا للعهد لذا قررت زوجته “تيي” قتله في مؤامره الحريم