تقنيةعلوم وتكنولوجيامنوعات

تحكّموا بها جيداً قبل أن نفقد زمام الأمور.. عن التكنولوجيا نتحدّث!

تتطور التقنيات بشكل مستمر ومتسارع إلى حد كبير، أخبار جديدة يومية حول تطوير تقنيات جديدة واختراعات واستخدامات أوسع للإنترنت ولا ننسى وجود تطبيقات جديدة تصل إلى المتاجر الرقمية ولا داعي لإخباركم أن معظم هذه الابتكارات والتقنيات الجديدة تُصنَّف في خانة خدمة الإنسان.

أصبح حضور ووجود هذه التقنيات بمختلف أنواعها أمراً بديهياً لنا نحن كبشر، فقد يبدو من المستحيل أن نعيش اليوم بدون هاتف محمول، أو بدون استخدام الإنترنت وتطبيقات التواصل الاجتماعي وبدو شبكة Wi-Fi في المنزل وغيرها من التقنيات التي أصبحت جزءاً لا يتجزأ من روتين حياتنا اليومي.

وهنا يبرز دائماً سؤال محيّر وهو ما هو أثر هذه التقنيات علينا كبشر؟ هل يؤثّر وجودها علينا سلباً؟ هل تغيّر سلوكنا والطريقة التي نتعامل بها مع الأشياء؟

الجواب هو طبعاً، إن وجود التكنولوجيا وتداخلها بشكل مفرط في روتين حياتنا اليومي جعلها تؤثر وتغير تفاصيل كثيرة في طريقة عيشنا وتعاملنا مع الكثير من المواقف والأمور.

كيف تؤثر التقنية على حياتنا اليومية؟

للوهلة الأولى وبنظرة سريعة سنرى أن التكنولوجيا قدمت الكثير من الأمور المفيدة لنا، فهي أداة توفر لنا الراحة وسهولة العمل، حيث يمكنك التواصل مع أي شخص في أي وقت، ويمكنك من خلالها متابعة الأخبار والعمل من المنزل وحتى التسوق وشراء ما تحتاج إليه ودفع ثمنه بشكل بسيط وسريع.

لكن بنظرة أعمق للأمر سنجد بأن استخدامنا للتكنولوجيا بشكل متكرر ومفرط جعل وجودها يأخذ حيزاً كبيراً من وقتنا وحياتنا، سبب العديد من التأثيرات والتغيرات السلبية بدون حتى أن نشعر بها، فما هي أبرز هذه التغيرات والتأثيرات:

العزلة

تطور وسائل التواصل الاجتماعي والتسلية والترفيه عبر الإنترنت جعل التواصل الفيزيولوجي المباشر أمراً أقل حدوثاً وأقل أهمية، فأي شخص قادر على التواصل والتكلم وحتى رؤية الأشخاص الآخرين بكبسة زر بسيطة عبر هاتفه الذكي.

شكل هذا الأمر أثراً عكسياً على التفاعل الاجتماعي، فأصبح التواصل والخروج من المنزل أقل، ومع وجود العديد من وسائل الترفيه كالفيديوهات والألعاب والنتيجة اليوم بات الأفراد أكثر ميلاً للانعزال مع التقنية وتقليل الاختلاط الاجتماعي والتواصل البشري المباشر.

اضطراب الساعة البيولوجية

وفر التطور التقني الكهرباء وبالتالي الإضاءة بشكل دائم في كل أوقات اليوم صباحاً وخلال الليل، ومن ثم جاء الإنترنت ووسائل التواصل الاجتماعي التي أصبحت متاحة على مدار الساعة.

يمكن لأي فرد بأي وقت من اليوم أن يصل لأي شيء، كأن يستمع للموسيقى أو يشاهد الفيديوهات أو أن يتصفح الإنترنت بحثاً عن الأخبار، هذا الأمر جعلنا نطيل السهر ليلاً أكثر على عكس العادة وننام خلال النهار، وأصبحنا متأقلمين ومتعايشين مع هذا النظام مع العلم بأنه مغاير للساعة البيولوجية ولنظامنا المعتاد.

الترقب الدائم والخوف من عدم مواكبة الأحداث

التعلق الدائم بالهاتف المحمول وحساباتنا على وسائل التواصل الاجتماعي كفيسبوك مثلاً سبب لنا نوع من التوتر والترقب الدائم.

حيث لا نكاد نضع الهاتف من أيدينا لوقت قصير ونحاول الالتفات لأشياء أخرى، إلا وعدنا وبعد فترة قصيرة من الزمن لحمل الهاتف وفتح حساباتنا لمعرفة ما الجديد وما يجري حالياً في السوشال ميديا، مع العلم بأن معظمنا يدرك بأنه من غير المرجح أن يتغير شيء في هذه الفترة القصيرة، لكننا وبدون أن نشعر وبدون وعي دخلنا بدوامة من التعلّق وترقّب الأخبار عبر السوشال ميديا وأصبح لدينا هاجس بأنه لا يجب أن نفقد أو نتأخر عن متابعة أي شيء مستجد فيها.

انخفاض مستوى التركيز والاهتمام

أصبح انشغالنا الدائم بهواتفنا الذكية والتقنيات الجديدة من ألعاب ومنصات تواصل اجتماعي وغيرها يستحوذ على تركيزنا وأفكارنا بشكل كبير، وهذا أثر على تركيزنا في بقية الأمور الحياتية الواقعية.

فأصبحنا لا نركز في أي حديث يجري مع الأخرين المحيطين بنا، وغير قادرين على إجراء حوار كامل مع أي شخص، وبدأ العديد بنسيان مهامهم الحياتية ومهامهم في العمل والدراسة والتقصير أيضاً، وتراجعت بذلك إنتاجية الفرد في العمل ونتائجه في الدراسة، وذلك لأن التركيز منصب على التسلية واستعمال الهواتف الذكية وميزاتها.

إذاً على الرغم من كل الميزات والفوائد والخدمات التي قدمتها التكنولوجيا لنا كبشر على مدار السنوات الماضية وعلى الرغم من مساهمتها الثمينة في تطوير حياتنا للأفضل ولكن يجب علينا أن ننتبه إلى أي حد نسمح لها بالتدخل والتغلغل ضمن حياتنا وعقولنا فقد نتحول من متحكمين بهذه التقنيات الجديدة إلى تابعين ومتأثرين بهذه التكنولوجيا، وتصبح هي من تتحكم بنا.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى