المرأة

الريادية المغربية مليكة الحيان لـ ” وكالة أخبار المرأة ” مارست عملاً وسلكت طريقاً كان حكرا على الرجال

مليكة الحيان نموذج مغربي نسائي شاء لها القدر أن تتوارى إلى الظل وتعمل بكل حب وافتخار في مجال كان حكرا على العنصر الذكوري، سيدة تقف وسط الآلات من مختلف الأحجام والألوان  مرهونة بالوقت تحت ضغط هواتف الزبائن لتستعجل بالطلبات في وقتها المحدد بدون أخطاء ولا تبريرات ، في هذه الدردشة الخفيفة مع مليكة الحيان مديرة وصاحبة وكالة الطباعة والاشهار بمدينة أكادير، سنقف عند بعض تحديات المرأة المغربية في عالم الطباعة والنشر والألوان .
” وكالة أخبار المرأة ” حاورت مليكة الحيان كإمرأة فاعلة وريادية وفيما يلي نصه:
* كيف راودتك فكرة إنشاء المطبعة؟
– إن إنشاء مشروع مطبعة  ووكالة إشهار لم يكن من محض الصدفة وإنما كانت له بوادر أولى وذلك منذ الدراسة بحكم شغفي بالكتب والكتابة وعشقي لكل
  نص اشهاري بصفة عامة. إن نوعية الدراسة التي كنت أتابعها وهي ادارة الاعمال والتسويق والمبيعات كانتا نتاج لتتبع مشروعي واضافة مهمة لمساري المهني.
فإنشاء شركة تواصل واشهار تقوم على اساس خدمة الطلب الصادر من الافراد والشركات الصغيرة حيث تتمثل مهامها في طباعة الدعايا والفلايرات وبطاقات التعريف بالاعمال “الكروت” وكروت الافراح والفواتير والسجلات المحاسبية الخاصة بالمحلات والشركات الصغيرة وطبع الكتب وتنظيم المعارض وغيرها.. ويعد مشروع مطبعة من المشروعات التي يسهل تدريب العمالة بها.
* ما الدور الفاعل الذي قمتي به كإمرأة بسوس ماسة؟
– إن ولوجي لميدان المقاولة منحني الكثير من الثقة وساعدني كي أكون عنصرا ايجابيا مشاركا بالحركة الاقتصادية بالجهة بصفة خاصة وبالمغرب بصفة عامة. إن الميدان المقاولاتي جعلني امرأة قوية لها مكانتها بالمجتمع ذات رأي صائب ومشاركة فعالة ماديا ومعنويا بالعمل. كما أعطاني إضافة في الاستثمار والحصول على المشاريع الاخرى لأستفيد وأفيد كل الفاعلين المشتغلين معي. فواقع المقاولات النسائية له سيط كبير ومصداقية ضمان كبيرة بجهة سوس ماسة  مما ساعدني أن أترأس قمة المقاولة الجادة والتي تعمل في مجال التواصل والاشهار وتنظيم المعارض.‬
إن عملي بهذا الميدان قدم لي الكثير من المعارف والعلاقات وأكسبني ثقة الجميع من أجل غد أفضل.
* ماهي اللمسة النسائية التي أضفتيها في مجال عملك وكانت تحديا لك؟
– اللمسة النسائية هي أن ألج ميدان عمل كان مقتصرا على الرجال فقط إن اقتحمته بكل عنوان واشتغلت به وتفوقت وسهرت الليالي المتتابعة كي أنجز أعمالا لا يقدر أن يفوق بها الا الرجال إذ تفوقت عليهم وبكل جدارة واستحقاق. فالصبر وليد النجاح والمثابرة تثمر مع الوقت لتمنحك الاحترافية والاحترام الكامل.
* ماهي العوامل التي ساعدتك على تجاوز الصعوبات؟
– ساعدتني عوامل متعددة متشابكة  فيما بينها إنه مثلث : الصبر – المثابرة – القناعة بالشيء
إن كنت صبورا لا محال تصل لكن عليك بالمثابرة والعمل فالرسول عليه الصلاة والسلام قال: “اعقلها وتوكل” وك مقتعا بما تعمله ليكتب لك النجاح مع الاصرار على الوصول الى الهدف المنشود.
فتحديد الوقت لإنجاز المهمات عامل أساسي للنجاح وتحقيق الأهداف وكلما أنجزت مهامك بالوقت المحدد كلما زاد الشعور بالرضا فكل دقيقة مفقودة تبعدنا عن هدفنا، “فالوقت كالسيف إن لم تقطعه قطعك”. فالوقت بالمقاولة يساوي المال والمال هو السيولة التي تعطي الحياة وتمدد بعمر المقاولة غير ذلك لن تكون بالاساس أو تموت موت الامراض العضال.
فالجداول والقوائم والاستراتيجية المحددة والتبعة  لتحديد الأولويات وما يجب إنجازه من أجل الوصول إلى الهدف. وأنصح الجميع المقاولين  بتفعيلها كخطوة جدية من خلال عالم التكنولوجيا إذ يوجد عدة تطبيقات يمكنكم تنزيلها على هاتفكم الشخصي لتقسيم أهدافكم والتذكير بها.
نصيحتي : “لا توجل عمل اليوم إلى الغد.”
* المقاولة النسائية عامل اساسي لتحقيق التنمية الاقتصادية كيف ذلك؟
– يشكل النهوض بالمقاولة النسائية عاملا أساسيا وحاسما في تحقيق مزيد من التنمية الاقتصادية والاجتماعية .
فالمرأة المغربية أكدت علو كعبها في مجال التدبير والتسيير، وهو ما يؤهلها لكي تنجح في ميادين أخرى كإحداث المقاولات، لذلك وجب تشجيع ودعم التوجه المتعلق بتوسيع مجال المقاولات النسائية التي تعتبر محركا اقتصاديا مهما جدا تعتمد عليه الفعاليات الاقتصادية للدولة وتساهم بشكل وافر في الحياة الاجتماعية للافراد لتوسيع مجال الاستثمار وخلق الثروة، وتحقيق التنمية، فإن المغرب وضع سياسات تروم تشجيع المبادرة الخاصة من خلال تحسين بيئة الأعمال . وفي سياق متصل، فالمغرب أكد خلال السنوات الأخيرة إرادته المتعلقة بتكريس قيم المساواة بين الجنسين داخل المؤسسات وفي أوساط المجتمع المغربي، وذلك من خلال عدة التزامات تجسدها بشكل خاص الإصلاحات التشريعية .
في السياق ذاته، اعتبرت ليلى ميارة رئيسة ( جمعية النساء رئيسات المقاولات بالمغرب) أن الإصلاحات التي انخرط فيها المغرب تحت قيادة صاحب الجلالة الملك محمد السادس، والدستور الذي صودق عليه سنة 2001، فتحا آفاقا واعدة بالنسبة للمرأة من أجل المساهمة في تنمية المغرب اقتصاديا واجتماعيا . وأشارت  كذلك إلى أن المغرب يشهد حاليا دينامية في عدة مجالات بما فيها المجال المتعلق بالمساواة والمناصفة ، قالت إن المرأة المغربية أصبحت واثقة في نفسها، بل تحولت في الوقت الراهن إلى فاعلة في ميدان التنمية.
*هل يتم تاطيركن  كنساء يشتغلن في القطاع؟
– بالنسبة للتأطير أكتفي بدراستي وتجربتي المهنية المتمثلة في 23 سنة من الخبرة. بالنسبة للنساء المقاولات يتم تأطيرهن في عدة تكوينات تتكلف بها الدولة المغربية في إطار  برنامج المبادرة للتنمية البشرية وعدة برامج مدعومة من بلدان اجنبية كثيرة. فالمغرب والحمد لله يعمل جاهدا ليمنح المقاولات النساء كل الدعم المادي والمعنوي والتكويني ليساهمن بجدية في الاقتصاد الوطني المغربي.
* ماذا  عن المرأة واشتغالها في مجال التسويق والاشهار بسوس؟
– أولا اريد أن اخبركم اني حاصلة على دكتوراه في مجال التسويق والمبيعات لذلك أعشق هذا الميدان وبكل جنون.
إن مجال التسويق والاشهار هو القلب النابض لأي منتوج حديث الولادة أو موجود فيما قبل.
مخطئ من يعتقد أن التسويق بلا قلب .. بلا مشاعر .. بلا أحاسيس، وأن كل ما يهمه فقط هو جمع المال حتى لو كان بالحيلة والخداع .. ويخطئ من يعتقد أن التسويق في جوهره لا يضع مصالح المجتمع في اعتباره وأنه يتحرك لاعتبارات ذاتية ومادية بحتة لأصحاب المصالح من الملاك والمساهمين. الحقيقة لا هذا ولا ذاك؛ التسويق له قلب وضمير يشعر ويتألم وينبض وأيضاً يستوعب مصالح الفرد والمجتمع على حد سواء. فيه يحيى المنتوج ويتم ترويجه بأفضل الطرق ليغزو السوق ويباع.
التسويق والاشهار عالم كميق جدا لا يتقنه الا الفنانون والواثقون بانفسهم والذين لديهم القدرة على اقناع الاخرين.
مع مطلع عقد الثمانينيات توقع الباحثون المتخصصون في علم الإدارة والتسويق أن اليابانيين سيكونون أبطال العالم في التسويق القادمين. في ذلك الوقت كان اليابانيون يحققون نجاحات مبهرة في عالم صناعة السيارات والصناعات الإلكترونية وصناعات أخرى متعددة. وأشار الباحثون أيضاً إلى أن اليابانيين قد ذهبوا إلى الولايات المتحدة لدراسة فلسفة التسويق ومبادئه، ثم عادوا إلى بلادهم ليطبقوا ما تعلموه بنجاح منقطع النظير. لقد وضح أن اليابانيين هم القوة الاقتصادية القادمة، وأن التسويق سيكون السبب الرئيس في نجاح اليابانيين. لقد ظهرت براعتهم التسويقية في إدارتهم للمنتجات، وفي اختيارهم للأسواق وتجزئتهم لها. حقيقة لقد بدأ اليابانيون يسيطرون على كل شيء السيارات، الدراجات، الكاميرات، الساعات، التلفزيونات، أجهزة المذياع والتسجيل، الآلات الحاسبة، أجهزة الكمبيوتر، معدات البناء، المواد الكيماوية، والكثير من المنتجات. ترتكز الفلسفة التسويقية اليابانية في جوهرها على دراسة احتياجات المستهلك ورغباته في السوق المزمع دخولها، ومن ثم يتم تصميم المنتج الذي يفي بتلك الاحتياجات والرغبات. الواقع أن هذه الفلسفة لم تؤدِ إلى أمركة أساليب العمل في اليابان بقدر ما أدت إلى إعادة تشكيل التسويق الأمريكي ليصطبغ بالصبغة اليابانية.
الشركات اليابانية تنبني في فلسفتها التسويقية على منهج استثمار الفرص التسويقية التي تظهر من خلال تجزئة الأسواق الجديدة، أو التغيرات التكنولوجية، أو قنوات التوزيع الجديدة. الميزة الأساسية في التوجه التسويقي الذي تنتهجه الشركات اليابانية يتمثل في الدراسة المتعمقة للبيئة التي تعمل فيها هذه الشركات، هناك تكتيك مشهور استخدم في اليابان هو الضرب في الأركان strike at the corners.
أما بالنسبة للدعم فطبعا يتم ذلك وهناك موسسات الدولة التي تأطر ذلك ودائما في اطار التنمية البشرية.
* ماهي القيمة المضافة للسيدة مليكة في مجال التسويق والاشهار؟
– القيمة المضافة لي بميدان الاشهار والتسويق  هي تحقيق الذات والثقة بالنفس أولا والمساهمة باقتصاد وطني الحبيب المغرب.
إن الجديد في التسويق هو التركيز على القيمة المضافة (Added Value) – أو بكلمات أخرى – تقديم شيء إضافي/مجاني له قيمة/فائدة مع السلعة/الخدمة المقدمة. يتعجل البعض في تقليد ما فعله غيره، دون تمعن في قابلية تحقق ذات الهدف المرجو باستخدام ذات الوسائل دون تكييفها مع أوضاعنا المحلية، هل ستنجح الدعاية لساعات اليد المطعمة بقطع الألماس في دولة فقيرة؟ لا بالطبع، لكنها قد تنجح في أخرى غنية.
قبل أن أعد خطة تسويقية، أحدد أولاً ما القيمة المضافة التي ستقدمها؟ كل الشركات تبيع وتوفر وتخدم، لكن بعضها يحقق مبيعات وبعضها لا. إذن ما الميزة التي تتميز بها عن غيرك؟ فالدعاية والتسويق الجيد، هما السر.
* ماهي بصمتك كإمرأة مغربية في ميدان الطباعة والاشهار؟
– بصمتي تبقى سرا مهنيا  ربما أو من نوع ربما لا هنا إذن وفي بعض الاحيان نتساءل هل فعلا لدينا بصمة خاصة…؟ وأجيب على نفسي نعم إنها بصمتي الفنية في الابداع والتوجية والمواكبة اليومية والتتبع. هذه بصمتي.


اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى