سياحةسياحة و سفر
للنجوم العديد من الأسماء عند القدماء المصريين
أطلق قدماء المصريين على النجوم العديد من الأسماء من اهمها اسم “أخمو- سكو ” (akhmu-sku) ويعنى “الذين لا يأفلون” واسم “آخمو- وردو” (akhmu-wrdu) ويعنى “الذين لا يصيبهم الوهن” أو “الدائمى الحركة”
وكان المصرى القديم يكتب كلا الاسمين باستخدام مخصص على شكل نجمة “سبا” (sba).
وكانت سماء الليل المظلمة تعرف فى مصر القديمة بالعديد من الأسماء ومنها “شدو – بت” (sbau-pet) ومعناه السماء المرصعة بالنجوم وأيضا اسم “كبحو – سباو” (qebhu-sbau) ويعنى “ماء النجوم الطهور” كما عرفت السماء أيضا باسم “بدجت” (pdjt) ويعنى “المحيط أو الاتساع السماوى” وقد يأتى هذا الاسم أحيانا فى صيغة الجمع فيقال “بدجوت” (pdjwt)
وصفت النجوم فى النصوص الدينية المصرية بأنها “نترو” (كيانات الهية)
فقد أشارت اليها متون الأهرام ب “الكيانات الالهية” وأحيانا ب “الكيانات الالهية العظيمة والحكيمة” أو “الكيانات الالهية التى فى السماء” أو “الكيانات الالهية التى تسكن ال كبحو” أى التى تسكن ماء السماء الطهور أو التى تسكن ال “ميحيت – ويريت” أى الفيضان العظيم أو التى تسكن المحيط السماوى .
ومن الأسماء التى أطلقها قدماء المصرين على النجوم أيضا اسم “أتباع رع” و “أتباع أوزيريس” والكيانات المضيئة والتاسوع أو التاسوعان .
وأرواح النجوم تسكن كلا من السماء العليا والسماء الدنيا حيث يطلق عليهم لقب “الذين فى السماء الدنيا” أو “أرباب السماء الدنيا الذين لا يأفلون” أو “النجوم التى لا تغيب”
بعض هذه النجوم تسكن المنطقة القطبية الشمالية وتلك هى النجوم القطبية التى تظل فى مجال الرؤية طوال الليل ولا تغيب والبعض الآخر من النجوم يتبع مسار “رع ” ويرتحل بين الأفق الغربى والأفق الشرقى حيث يموت ويولد من جديد مثل “رع”
أطلق قدماء المصريين على النجوم الشمالية اسم “الكيانات الالهية الشمالية” أو “الذين يسكنون السماء الشمالية” أو الأرواح التى فى السماء الشمالية .
تتكون النجوم الشمالية من مجموعتين متشابهتين من النجوم كل واحدة منهما تحوى سبعة نجوم وقد أطلق عليها قدماء المصريين اسم القادوم أو فخذ الثورالأمامية أما فى علم الفلك الحديث فيطلق عليهما اسم كوكبة الدب الأكبر وكوكبة الدب الأصغر .
وفى النص رقم 302 من متون الأهرام جاء ذكر هاتين الكوكبتين (كوكبة الدب الأكبر وكوكبة الدب الأصغر) تحت اسم “مسختيو أخمو سكو” (mskhtiu akhmu sku) ويعنى “مسختيو النجوم التى لا تغيب” وغالبا ما كان يطلق عليهما لقب التاسوعان .
كان قدماء المصريين يكتبون كلمة “مسختيو” باستخدام علامة هيروغليفية على شكل قادوم بل انهم استخدموا كلمة “مسختيو” أيضا بمعنى قادوم وهى هنا فى صيغة المثنى .
وفى النص رقم 274 من متون الأهرام نقرأ تشبيه تلك المجموعات النجمية بأرجل الثور الأمامية حيث يقول النص أن النجوم العظيمة التى فى السماء الشمالية تستخدم الأرجل الأمامية للكيانات الالهية الأزلية لتصنع منها مراجل .
وهناك أسطورة طريفة ترتبط بالنجوم الشمالية تحكى أن حورس وست دخلا فى صراع وقتال شرس فى مدينة هرموبوليس (الأشمونيين بمحافظة المنيا) وكان كل منهما يستخدم القادوم كأداة فى القتال .
وقد يكون قادوم كوكبتى نجوم “مسختيو” (الدب الأكبر والدب الأصغر) هو رمز لذلك الصراع الأسطورى بين حورس وست .
ومن النصوص التى تؤكد تلك الفكرة النص رقم 21 من متون الأهرام والذى جاء فيه ذكر قادوم “ويبواويت” (فاتح الطرق) وقادوم “ست” مع ملاحظة أن “ويبواويت” ارتبط فى الفكر الدينى المصرى فى كثير من الأحيان بحورس .
وفى النص رقم 61 من متون الأهرام نقرأ أن حورس قام ببتر الساق الأمامية ل “ست”(على هيئة ثور) قد تكون هذه الساق التى قطعها حورس هى نفسها مجموعة نجوم “مسختيو” الا اننا يجب أن نلفت الانتباه انه لا يوجد نص صريح يقول ان ساق “ست” التى قطعها حورس هى نفسها مجموعة نجوم “مسختيو”
أما الدليل الأخير على علاقة مجموعات نجوم “مسختيو” بكل من حورس و ست هو أن قدماء المصريين ربطوا دائما بين أبناء حورس الأربعة وبين السماء الشمالية .
جاء فى كتاب الخروج الى النهار أن موقع أبناء حورس الأربعة هو فيما وراء “مسختيو” فى السماء الشمالية ويطلق النص على أبناء حورس الأربعة لقب الأربعة الأوائل من الأرواح السبعة التى تحمى أوزيريس .
ومن المعروف أن عدد نجمات كل كوكبة من كوكبات الدب الأكبر والأصغر هو 7 نجمات
وقد ذكرت متون الأهرام نفس الفكرة ولكن بشكل أقل وضوحا حين وصفت أبناء حورس الأربعة بأنهم “الكيانات الالهية الأربعة التى تستند الى عصيها وتحرس مصر العليا” ونلاحظ أن اسم مصر العليا فى هذا السياق يشير الى النجوم القطبية الشمالية .
والأربعة نجوم التى وردت فى ذلك السياق هى الأربعة نجوم الأولى التى تشكل رأس القادوم أو الساق الأمامية أو فخذ الثور الذى تحاكيه صورة كوكبة نجوم الدب الأكبر والدب الأصغر .
ننتقل الآن للمجموعة الثانية من المجموعات النجمية وهى النجوم التى تتبع مسار “رع” ويطلق عليها النجوم التى تغيب أو تموت (أى ترتحل فى العالم السفلى) ثم تعود وتولد من جديد .
كانت هذه النجوم تقوم بدور ملاحى قارب سماوى عظيم يطلق عليه أحيانا اسم قارب “رع ” وأحيان أخرى اسم قارب التاسوعين .
فى السماء العليا تبحر هذه النجوم بالقارب من جهة الشرق الى جهة الغرب وفى هذه الحالة يطلق عليها اسم “آخمو سكو” (akhmu sku) أى النجوم التى لا تغيب أو “آخمو وردو” (akhmu wrdu) أى النجوم التى لا يصيبها الوهن
وفى السماء الدنيا تبحر هذه النجوم بالقارب من جهة الغرب الى جهة الشرق وفى هذه الحالة يطلق عليها اسم أرباب السماء الدنيا (netjeru nwtiu akhmu sku) وفى كتب العالم الآخر المصرية تقوم هذه النجوم بجر قارب “رع ” بالحبال فى ال “دوات”(العالم السفلى)
تشكل هذه النجوم حاشية تتبع “رع” وتتقدمه فى السماء العليا والسماء الدنيا وتجدف بقاربه لقطع السموات ذهابا و ايابا .
يؤكد علماء المصريات أن “النجوم التى لا تغيب” – حسب تعبير قدماء المصريين – هى النجوم القطبية (التى تلتف حول القطب الشمالى) لأنها لا تغرب أى لا تختفى أسفل الأفق . ولكن فى الحقيقة هذا التفسير غير دقيق لأن كلمة “آخمو سكو” (akhmu sku) باللغة المصرية القديمة تعنى النجوم التى لا تنتهى حياتها أو التى لا تعرف الهلاك /الموت .
لذلك نقرأ فى متون الأهرام أن الملك يلقب ب “النجم الذى لا يأفل” ويخاطبه أحد النصوص قائلا: “لن تنتهى حياتك ولن تعرف الهلاك /الموت”
لم يذكر أى نص من متون الأهرام أن تلك النجوم (آخمو سكو) لا تغيب تحت الأفق على العكس فالنجوم التى تغيب تحت الأفق تعود وتولد من جديد وهى بذلك تجدد شبابها وتظل حية وبالتالى لا تعرف الموت أو الهلاك .
توصف النجوم القطبية بأنها نجوم لا تأفل بمعنى أنها خلقت كأرواح خالدة لا تعرف الهلاك .
وهنا علينا أن ننتبه الى أن صفة عدم الأفول ليست حصرية للنجوم القطبية فقط فعلى العكس مما يقول به بعض الباحثين نجد أن قدماء المصريين أطلقوا لقب “آخمو سكو”(النجوم التى لا تأفل / تموت) على العديد من النجوم الأخرى فى قبة السماء .
ان السبب فى وصف النجوم بأنها “لا تأفل/تموت” ليس فقط كونها أرواح خالدة وانما يعود السبب فى عدم موتها الى أنها تغرب فى الأفق الغربى وترتحل الى ال “دوات”(العالم السفلى) وتعود وتولد من جديد فى الأفق الشرقى وهكذا الى الأبد .
هذا التكرار الأبدى لفعل الموت والميلاد من جديد هو الذى يضمن لها الخلود والاستمرار للأبد “دجد” (djed) طبقا للقانون الكونى الذى يقضى بأن استمرار الكون “دجد “مرهون بالتكرار الأبدى “نحح” لنموذج النشأة الأولى أو للصور الأولية وأهم هذه النماذج أو الصور الأولية هو نموذج الموت والميلاد من جديد وهو النموذج الذى يجدد به الكون طاقته وبذلك يستمر للأبد .
وذلك ما يفسر لنا ما ورد فى متون الأهرام من وصف لنجوم السماء الدنيا بأنها “أرباب السماء الدنيا التى لا تموت” وبأنها “أرباب السماء الدنيا التى لا تأفل”
كان الموت والميلاد من جديد أحد أهم الملامح التى تميز هذه النجوم التى توصف بأنها أرواح أو أرباب .