سلايدرمنوعات

رواية: الطبيب المجنون بقلم عبدالله رجب

المقدمة :

إذا قرأت عنوان القصة قد يجول بخاطرك أن تسأل لماذا قد يجن طبيب وماذا يحدث إذا جن . المتعارف عندنا في عالمنا أن الأطباء هم ملائكة الرحمة ولكن ماذا إذا حولهم الانتقام إلى شيطان الإنس , نعم شياطين تقتل و تسلب أغلى الأشخاص لديك أو لدى غيرك , فقط من أجل الانتقام .

في هذه الرواية يسرد لنا الراوي عن أحد الأطباء الذي تحول حاله بعد ما كان طبيب كبير في أحد المستشفيات الكبيرة إلى أن صار جسدا بلا عقل يفكر و حولته فكرة الانتقام إلى الهوس والجنون حتى يصل به الأمر إلى أن ينتقم من مرضاه الذي ليس لهم أي دخل في وفاة والده .

تعج القصة بالآحداث الممتعة والمشوقة التي تسحب قارئ القصة إلى عالم عجيب ومثير .

عالم لا يفصل بيننا وبينه فيه عن التشويق والمتعة إلا سطور قليلة

 الفصل الأول : بداية المطاف

أنا محمود ياسين لم أكن من الأشخاص الذين اعتادوا تحمل المسؤولية وذلك بسبب أنني الطفل الصغير المدلل عند أمي و بالمناسبة قد تعقدون أنني طفل صغير…لا لا أنا عمري 18 عاما في الصف الثالث الثانوي  أعشق الرعب والمغامرة والكلام عن عالم الجن والشياطين يستوقفني كثيرا .

بدأت قصتي عندما مرض أحد أصدقائي و أسمة أحمد وعلمت بمرضه فقمت بترتيباتي لزيارته و بالفعل زرته وكان يتجهز لزيارة الطبيب فقمت بالذهاب معه إلى أحد المستشفيات بحلوان وبعد الذهاب إلى الطبيب أخربنا الطبيب قائلا : لا تقلقوا عنده نزلة برد خفيفة سيأخذ الدواء في معاده وسيرتاح بأذن الله .

ذهبنا من عند الطبيب مطمئنين و في بيت صديقي اتصلنا بأصدقائنا لنكمل ما كنا نفعله كعادتنا وهو كتابة مغامرتنا المعهودة التي كنا نكتبها منذ أربع سنوات وأسمينا فريقنا قطار الموت ولكن بعد أن اجتمعنا و إذا بأصدقائي قد تفاجئوا عندما قلت لهم و أنا أمسك بكأس العصير في يدي اليمنى وأشرب من رشفة من أنزله من يدي قليلا و أقول : نريد جديد . نظروا بعضهم إلى بعض نظرات تعجب ثم نظروا إلى بتعجب و قال أحمد وهو يضع كأس العصير الذي كان في يده اليمنى : ماذا تريد ؟!.. ثم أكمل كلامه قائلا : نحن كل مره نكتب قصه مشوقة ونؤلف أحداث قوية وجميلة , أوقفت حديثه و أنا أرد عليه : نعمم.. نحن نؤلف , قال لي أحد أصدقائي وهو حسام قائلا : وماذا في ذالك . أنزلت كأس العصير من يدي اليمنى وأنا أرد عليه و أقوم من مكاني قائلا بكل ثقة : لماذا لا نقوم بعمل شيء جديد مغامرة مثلا .

قال لي أحمد :

– مغامرة ؟! ولكن إلى أين ستكون هذه المغامرة ؟

بدأت أتمشى في الغرفة و أفكر وأقول له لا أعلم أين حقيقة لا أعلم إلى أي.. ثم وقف تفكيري وقولي ونظرت إليه وأنا أقول :

– وجدتها , ستكون وجهة قطار الموت التالية إلى المشرحة نظروا إلى جميعهم وهم يضعون الكؤوس من أيديهم ويقولون المشرحة ؟…. نظرت إليهم بكل ثقة وأنا أقول لهم قائلا نعم المشرحة .

ثم جلست على أحد المقاعد وأكملت حديثي بقولي ” مشرحة حلوان ” المشرحة القديمة التي بجوار المعهد الذي كنا نؤدي فيه امتحانات الشهادة الثانوية نظر إلى أحمد وهو يبتسم ابتسامه خفيفة وقال : أكيد كلنا نعرفه و لكن جميعنا لم نعلم عنه الكثير إلا هذه السنة تقريبا . رددت عليه قائلا وما علمناه عنه هذه السنة يكفينا فبعد ما علمنا أنه كان للملك فاروق ثم تحول إلى مستشفي ثم إلى مشرحة وتم نسيانه بعدها ليكون مثل أي مبنى تقريبا يخافه الصغار و يتكلمون عنه ويتحدون بعضهم على من يريد أن يدخله  ثم علمنا أنه صار مؤوى للمشردين أو الفارين من العدالة .

قاطعني حسام نعم فلقد شاهدت منظرا مضحكا وهو أن شابين وفتاتين كانوا يلتقطون الصور لبعضهم ولنفسهم . أكملت حديثي قائلا : نعم جيل اليوم قد فسد.. ثم أكملت حديثي .. نريد أن نكتشف ما بداخلها ونكتب عنه…قاطعني دق الباب ثم فتحه وإذا بوالد أحمد وهو يقول : إن أحد أقاربنا قد أصيب صديق له بالفشل الكلوي ونقلوه إلى المتشفى ويجب على زيارته فنظرت له وقلت : لا حول ولا قوة إلا بالله , إن هذا مرض خطير سأذهب معك يا عمى لأزوره وأخفف عليه فقال لي عمى : حسنا أستعد للذهاب يا محمود ثم أغلق الباب … فنظرت إلى أصدقائي وأنا و أقوم من مقعدي وأبتسم ابتسامه خفيفة يغمرها الحزن أستأذنكم سنكمل حديثنا بعد هذه الزيارة .

فقال لي أحمد : حسنا يا أخي إلى اللقاء .

نزلت مع والد أحمد إلى السيارة وكنت في شدة القلق على المريض وبعد أن ركبنا السيارة بقليل بدأت أغفوا قليلا وبدأت عيني تغلق بهدوء….وجدت نفس أدخل بسرعة إلى مكان غريب هو أشبة ببوابة الزمن التي نراها في الكرتون وأرى ظل يمسك بآلة غريبة ويطعن بها أحدا عند كليته و ظل أخر يمسك بحقنة بيده اليمنى ويدفع بظل أخر إلى الأرض ويقترب نحوه أين أنا الآن ؟ نعم وقتها كنت في حلم , وجدت نفسي في أرض كبيرة جدا لا أعلم لها أول من أخر وبدت على علامات الدهشة والتعجب! وصوت الرياح القوية والظلام الذي كان يغطى المكان بأكمله إلا بعض الأماكن التي كانت تنير بسبب ضوء القمر “كأن القمر في نزاع مع هذا الظلام” كل هذه الأمور كانت تبعث على قلبي القلق والخوف وبدأت في السير لاستكشاف المكان وأنا لا أعلم إلى أين أسير ولكن توقفت عن السير وتجمدت مكاني عندما سمعت صوت غريب يقترب منى بدأت أدور وأرى ما حولي وأنا لا أجد شيء حتى وقعت عيناي على شيء ما ..
هو يشبه البشر أو هو بشرى لكن ما يجعلني أشك في أنه بشرى هو كمية الدماء التي كنت أراها عليه وعند مكان الكلية بالتحديد يوجد الكثير من الدماء أنا لا أعرف ماذا يمكنني أن أفعل الآن؟ لقد تجمد جسدي مكانه من شدة الخوف ولكن قاطع خوفي هذا عندما رأيت مخلوقات تشبهه تخرج من السراب وتقترب منى لقد بدأت أتراجع بقدمي وأنا أنظر إليهم ثم بدأت أستعيذ بالله “أعوذ بالله من الشيطان الرجيم” أعلم أنه حلم ولكن ما أراه الآن لا يتحمله بشر ؛ ثم بدأ هذا الشخص الذي رأيته أولا برفع يده اليمنى وهو يشاور إلى شيء ما خلفي وأنا في شدة الخوف بدأت أتراجع بسرعة وأنا أدير ظهري لأرى ما ورائي لقد وجدت مبنى كبير جدا ينير عنده الضوء الشديد ثم بدأت أسمع نفس الصوت الذي سمعته من قبل فأردت نفسي مجددا لأرى هذه المخلوقات تسرع باتجاهي والشخص الذي رأيته أول مره ما زال يشاور إلى هذا المكان أنا تعجبت هل يريدني أن أذهب إلى هذا المكان ولكن لماذا؟ لم أفكر طوليا لأن هذه المخلوقات كانت تقترب منى بشده بدأت حينها بالركض نحو هذا المكان بسرعة وأنا أسمع هذه الأصوات والصرخات تقترب ولا أريد حتى الوقوف لأرى وجوههم مره أخرى حتى وجدت نفسي أمام هذا المبنى وأنا ما زلت أركض ولكن صوت هذه المخلوقات بدأ يختفي من حولي تدريجيا : الحمد لله .

ثم أكلمت الركض حتى دخلت المبنى الذي تبين عن دخوله أنه مستشفي .

دخلت هذا المستشفى وبدأت أسير فيه ببطء وأنا في غاية القلق لما قد يحدث وما قد يظهر لي هنا أيضا المهم ظللت أسير حتى تخطيت الباب بحوالي متر ثم بدأت أناس في الظهور من كل ناحية , صحيح أنني كنت قلق بعض الشيء ولكنني هذه المرة لم أخف كثيرا لأنهم كانوا بشر مثلى طبيعيين . ثم وقع نظري من بعيد على شابة في عمر العشرين تقريبا والناس يلتفون حولها ويتكلمون معها , اقتربت قليلا لأسألها يا آنسة أين أن الآن ولكن لم تسمعني كأنني غير موجود ويبدوا عليها أيضا أنها لا تراني ثم وإذا بي أرى امرأة كبيرة في السن وشاب و أسمع شاب ينظر إلى هذه الشابة بكل توتر وقلق ويقول :

– هل هذه العملية سهلة!

فردت علية الشابة وهي تبتسم ابتسامة خفيفة :

– نعم إن شاء الله

ثم يبتعد عنها قليلا ويقترب من المرأة ويقول لها: إنشاء الله سيكون بخير يا أمي ثم يتركها ثم يتركها ويقترب من غرفة العمليات ويسير حول بابها كأن له مريض بداخلها ظللت أنظر إليه بضع ثواني حتى خرج طبيب من الغرفة وعلمت أنه طبيب لأنه كان يلبس مثل الأطباء ويظهر علية بعد علامات القلق والارتباك وعندما رأت الشاب الذي كان ينتظر خارج الغرفة ركض ناحيته وهو مازال يظهر عليه القلق والارتباك وقال : طمئني أيها الطبيب ماذا حدثت هل نجحت العملية! نظر إليه الطبيب و ملامحه يملئها الخوف وقال : نحن نأسف يا بني لقد ذهب والدك إلى رحمة الله تعالى .

انهارت الأم في البكاء ثم أسندها الشاب وأجلسها ثم لم لبث إلا أن تحولت ملامح القلق التي كانت على هذا الشاب إلى حزن كبير وبدأ في الصراخ والبكاء وهو يقول : كيف . كيف هذا لقد كانت العلمية ناجحة كيف يحدث هذا؟ فرد الطبيب قائلا : إنها مشيئة الله يا بني أذهب الآن وأسترح قليلا ثم أذهب إلى غرفة المصروفات استكمال باقي المصاريف و استلام جثة أبيك .

غضب الشاب وقال: أتحدثني عن النقود و أنت فشلت في العملية ومات والدي . نظر إلية الطبيب وقال: فشل العملية ليس بيدنا إنما هي مشيئة الله تعالى ثم ذهب . ذهب الشاب إلى أحد المقاعد و ارتمى علية وأخذ في البكاء ثم قام بعدها وذهب إلى غرفة المصروفات وقدماه تكاد تحملانه ثم رجع مرة أخرى و سار في اتجاه غرفة الطبيب ثم توقف فجأة ولم أعلم لماذا توقف فاقتربت لأري لماذا توقف وإذا بي أسمع الطبيب من الداخل يتكلم بصوت عالي ويقول إنها كارثة كيف يحدث هذا؟ لقد حدث كل هذا بسبب الأجهزة القديمة التي استعملناها ولقد أخبرتك أنه يمكن أن يحدث أمر كهذا . ماذا! نعم يا سيدي أكيد لم يعلم أحد خارج الطاقم بهذه الحادثة و لكن المهم أن لا يعلم بهذا الأمر أي شخص له علامة بالجثة وإلا سننتهي .

في هذه اللحظة تحولت ملامح الشاب إلى الغضب الشديد وإذا به يفتح الباب بقوة من دون أن يطرقه , نظر إلية الطبيب وعيناه متسعتان ولم يلبس أن قال :

– هل دفعت ….

لم يكمل كلمته حتى أنقض الشاب علية بكل غضب وعيناه متسعتان وهو يقول:

– أيها النصابين المحتالون سأنتقم منكم وأفضحكم كنت أشعر بأن العملية قد فشلت بسبب خطأ من عندكم لن أترككم .

دفعة الطبيب إلى الوراء ثم أشار إليه بأصبع يده اليمنى وقال :

– إذا فتحت فمك بأي كلمة فلن ترى جثة أبيك هل تفهمني ؟ وستدخل في مشاكل لا أول لها من أخر ثم جلس على مقعد مكتبه الخاص و نظر إلية وقال الأفضل ألا تفتعل المشاكل لنفسك ولعائلتك . أذهب و أستلم جثة أبيك ثم غادر ولا تقلق سأكون كريم معك , سأزيل من عليك المصروفات وأعطيك تعويض . ثم نظر إلية وأشار له مرة أخرى وقال: ولكن تذكر إذا تفوهت بأي كلمة لن تنعم أنت وأسرتك بالهدوء والسلام . الآن غادر من دون إزعاج .

نظر إليه الشاب وقال: لن أترككم تنعمون بحياتكم أيها الجبناء سأنتقم منكم واحدا تلوا الآخر ثم غادر وأغلق الباب بشدة وراءه و أنا طبعا واقف وأشاهد المشهد من بعيد .

ثم رأيت الشاب يدخل غرفة العمليات وظل بها بعض الوقت ثم خرج وهو يبكى ويقول لأمة: هيا بنا سنستلم جثة أبى لنغسلها وندفنها وبدأ يسير نحو الباب وهو ينظر إلى غرفة الطبيب من بعيد .

ثم تحولت أنظاري نحو غرفة العمليات وأصابني بعض الفضول لا أعلم من أين أتاني وأردت أن أدخلها لأرى ما بداخلها وبدأت أسير نحوها ببطء شديد حتى وصلت إلى بابها و عند مسكي لمقبض بابها والبدء في فتحة سمعت صوت ينادى من بعيد “محمود! يا محمود” رأيت وقتها باب الغرفة يغلق في وجهي كأن أحدا في الداخل وقد أغلقه بشدة ثم بدأ جسدي يرجع بسرعة جدا إلى الخلف وأنا أخرج من المستشفى بسرعة من دون أن أحرك جسدي كأن الأرض تسحبني للخروج من المستشفى ولكن لا أعلم لماذا هذه المرة رأيت لمحت عيناي الشاب ولكن كأنة يلبث لبس غريب ويملئه الدماء وتملئ يده ثم لمحت شيء ما .. نعم إنه الشخص الذي رأيته في أو حلمي و عيناه البيضاء تماما تحدق إلي بشدة  من وراء زجاج غرفة العمليات  تنظران لي ثم تنظران إلى الشاب و كأنهما تحاولان قول شيء ما لي وبدأ بفتح فمه بشدة غير معتادة لم أر بشرا يفتح فمه بهذه الطريقة من قبل ! و بدأت أطير في الهواء ثم أسحب من نفس البوابة التي دخلت منها إلى ذالك الحلم وأرى نفس المشاهد التي كنت أراها وأنا أدخل هذا الحلم , ظل يمسك بآلة غريبة ويطعن بها أحدا عند كليته و ظل أخر يمسك بحقنة بيده اليمنى ويدفع بظل أخر إلى الأرض ويقترب نحوه ولكن قاطعني كل هذا النداء من بعيد مرة أخرى “أستيقظ يا محمود” .

نعم لقد كان حسين “والد أحمد” ولم يلبس بضع ثواني من نداءه الأخير حتى استيقظت مفزوع وأنا أقوم كأنني رأيت كابوس , لا فأنا بالفعل رأيت كابوس مريب وغريب وبعد أن فتحت عيني وجدت عمى أمامي وحوله بعض الناس الذين يلبسون لباس أبيض ألون ثم قلت: أين أنا وماذا حدث! فأجابني وهو ينظر إلى بتعجب عمى: ماذا حدث؟ أنت ماذا حدث لك فبعد أن ركبنا السيارة وبدأنا في السير نظرت إليك فوجدتك بدأت في إغلاق عينيك بهدوء و بدأت تنام فلم أرد أن أزعجك ولكن لم يلبث إلا أن رأيت عيناك تفتح ولكن كانت بيضاء تماما وأنت تمتم بكلام غير مفهوم . حاولت وقتها أن أيقظك ولكن لم تستيقظ وعندما وصلنا إلا المستشفي وجدت جسدك بدأ يرتعش والعرق فناديت الأطباء ليحملوك إلى هنا والحمد لله أنك استيقظت وأفقت ؛ ماذا حدث لك يا بني! نظرت إلية بقلق وحيرة وأنا أقول: لم يحدث شيء يا عمى . ماذا أقول له ؟ هل أقول أنني رأيت مخلوقات غريبة تشبه ما أراه في أفلام الرعب تركض ورائي ! أكيد لن يصدقني وسيقول لي أنها محض أحلام فقط لا غير .

ثم قلت له:

حسنا يا عمي ” والد أحمد ” إنني بخير الآن . هيا بنا نذهب إلي المريض لنطمئن عليه .

نظر إلى عمى بقلق وقال :

– حسنا يا بني هيا بنا .

خرجت مع عمى وبدأنا في السير حتى وصلنا إلى غرفة المريض ولكن قابلنا طبيب وسألنا: هل تبحثون عن شخص ما هنا ؟ فرد عمى “والد أحمد”: نعم كان هناك مريض في هذه الغرفة أنة صديقي وأتيت لزيارته , نظر إلية الطبيب وقال: المريض الذي كان هنا أخذوه منذ قليل إلى غرفة العمليات .

قال عمى “والد أحمد” : لا , لم نلحقه لقد كنت أريد زيارته قبل دخول العملية.

رد الطبيب قائلا: يمكنك الآن الانتظار حتى تنتهي العملية لتطمئن علية ثم غادر. نظر إلى حسين وقال هيا بنا لننتظره فقلت له حسنا هيا بنا يا عمى. ثم بدأنا السير في اتجاه الغرفة ولكن لمحت عيناي شيئا من أحد نوافذ المستشفي , إنها المشرحة! ولكن كيف ؟ نعم وقتها كنت في المستشفي الجديد الذي تم بناءة بعد ترك المستشفي القديم الذي تحول إلى مشرحة . تكلمت مع نفسي وقلت: جيد جدا الآن أنا بجانب المكان الذي كنت أتكلم عنة مع أصدقائي ويمكنني السؤال عن كل شيء يخص هذه المشرحة ولكن أولا يجب أن أطمئن على المريض ثم أبدأ بعملية البحث والتقصي عن تاريخ هذه المشرحة ؛ ذهبنا أنا وحسين إلى باب غرفة العمليات وسلمنا على أهل المريض ثم جلسنا ننتظر ثم خرج أحد الأطباء من باب غرفة العمليات فتجمع الأهالي والأصدقاء جولة ثم سأله أحد أقارب المريض: ماذا حدث أيها الطبيب أرجوك طمأنا أيها الطبيب . نظر إليهم الطبيب وقال: للأسف لقد توفى المريض أثناء العملية . بدء الجميع بالبكاء الشديد وبدء عمى بالبكاء وجلس على أحد المقاعد ثم قال :

– كيف يحدث هذا لقد كانت بيني وبينة بعض لحظات وفى عينة الأسى والحزن على صديقة الذي توفي .

ذهبت أنا وعمي إلى غرفة الاستراحة بعد سماعنا للخبر الذي صدمنا استرحنا قليلا حتى تم الانتهاء من الإجراءات وتصاريح الدفن ثم قال والد أحمد: هيا بنا يا عبدالله لنرجع إلى المنزل و سأوصلك إلى بيتك في الطريق , فقلت له حسنا يا عمي هيا بنا ؛ نزلنا لنركب السيارة وعندما كنت أفتح الباب إذا بعيني تقع أحد نوافذ المشرحة ولكن رأيت شيئا غريبا! لقد رأيت عينا تنير من بعيد وواقفة ثابتة جامدة في مكانها فأحسست أنني أتوهم بعض الشيء مما حدث من أحداث وقبل أن أفتح باب السيارة وجدت ضوء غرفة النافذة مفتوح وهناك شخص منها جسده ينظر تجاهي , لقد فزعت وقتها وانتفضت للخلف ووقعت على الأرض نعم لقد كان نفس الشخص الذي رأيته في الحلم الذي راودني في السيارة أنا لن أنسى شكله المرعب ركض عمى “والد أحمد” إلى مسرعا وهو يقول:

– محمود..يا محمود , ماذا حدث لك ؟! يا محمود بعد هذا النداء الأخير أنتفض وجهي انتفاضة خفيفة وأنقطع تفكيري في هذا الرجل الذي كان شكله مخيف  و قلت له: نعم يا عمي . قال لي وهو متعجب :

– أأنت بخير؟ قلت له: نعم يا عمى لقد انزلقت على الأرض.

طبعا عمى لن يصدق ما أقول مع كل هذه النظرة المرعبة على وجهي ولكنه لم يفعل أي شيء وقال لي حسنا هيا بنا لأؤصلك إلى بيتك أنت بحاجة إلى أن تستريح. فقلت له :

– نعم أريد أن أستريح حتى أذهب معك للعزاء.

فقام من مكانة وسار إلى باب السيارة وهو يقول: جسنا هيا بنا.

فقمت وركبت معه وأنا أفكر فيما رأيت في هذا الحلم ثم ما رأيت الآن ولقد نسيت وقتها أن أجمع معلومات حول هذه المشرحة بعد ما حصل من أحداث وكنت أفكر فيما ينتظرني فيما بعد وما علاقة ما رأيته في الحلم بما حدث في الواقع ثم تذكرت وقتها أحد الأطباء الذي كان يتكلم لقد أحسست أنني رأيته من قبل ولكن لا أعلم أين كل هذه الأمر كان التفكير الدائم فيها سيرهقني كثيرا بالتأكيد ؛ فقررت وقتها أن أسترخي ولا أفكر في أي شيء حتى أصل إلى منزلي وأستريح وبعدها سأفكر فيما حصل لي ؛ فأرحت جسدي علي مقعد السيارة وغرقت في النوم وأنا متعب بشدة.

 

   الفصل الثاني : سجن المشرحة

 

وصلنا بسيارة عمى”والد حسين” إلى منزلي وبدأت صعود السلم ببطء حتى وصلت إلى باب الشقة وبدأت بطرق الباب بهدوء ثم فتح لي أبى وقال لي لماذا تأخرت يا ولدي؟! فقلت له بصوت خافت وأنا في شدة التعب: لقد توفى المريض الذي كنا ذاهبين إليه , قال لي: ماذا! لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم..كيف حدث هذا ؟ قلت له: لقد فشلت العملية التي كان ذاهب لعملها

سألني ( أبي ) :

– ومتى ستذهب للعزاء؟

فقلت لأبي:

– سأذهب أنا وعمي إلى العزاء غدا.

قال لي ( أبي ) :

– حسنا يا بني أذهب وأسترح الآن , لأن أمامك يوم طويل غدا.

قلت لأبى : حسنا يا أبي نوما هنيئا .

قال لي ( أبي ) وهو ذاهب إلى غرفة نومه :

– نوما هنيئا يا بني .

دخلت غرفة نومي للأنام ولكن عندما أغلقت الباب وبدأت أسير نحو السرير بدأ أشعر بوجود شيء ما يدور حولي ونبضات قلب تقترب مني ثم بدأت أشعر بأنفاس من ورائي عندها بدأت أستعيذ بالله من الشيطان الرجيم فسمعت جملة واحدة ” أوقفه … أنقذ من تبقى … ليس لهم ذنب ” ثم بدأ هذا الصوت بتكرار الكلمة أوقفه … أوقفه , وبدأ الصوت بالابتعاد وهو يكرر نفس الكلمة .

ثم أختفي الصوت تدريجيا .

طبعا وقتها النوم كان أشبه بالمستحيل ولاكني أضررت للنوم ؛

نظر إليه ( أحمد ) نظرة تعجب وقال :

– ماذا سيضطر بك للنوم وأنت نمت مرتين في سيارة  والدي .

أنعقد حاجبا ( عبدالله ) في تعجب شديد قبل أن يقول :

– ماذا سيضطرني للنوم ؟!..ثم أكمل قائلا.. هل تعتقد أنني في المرتين التي نمت فيهما في السيارة هنأت بالنوم ؟..بعد كل ما حدث معي من المؤكد أنني لم أستطيع النوم في المرة الأولي ولن أستطيع النوم في المرة الثانية أيضا..ثم أكمل قائلا..و بالكاد كنت أقف مكاني عندما كان هذا الشيء المجهول خلفي , رميت جسدي على السرير ؛ لكن من المؤكد في هذه المرة أنني نمت ولم أشعر بشيء لأن التعب والإرهاق كانا كفيلان بأن يجعلوني أنام بدون أن أشعر بأي شيء و لم أحلم بأي شيء هذه المرة أبدا.

ثم استيقظت اليوم في الساعة الثامنة تقريبا و أكملت يومي طبيعي جدا ولكنني كنت طوال اليوم أفكر فيما حدث معي في هذا اليوم من أحداث غامضة و مرعبة حتى صارت الساعة السادسة إلا ربع تقريبا فقلت يجب أن أذهب إليكم فاتصلت بكم وجمعتكم هنا عندي في المنزل .

نظر إليه ( أحمد ) في دهشة وقال:

– أمتأكد أنك لم تكن تحلم!

ثم نظر إليه ( وائل ) بابتسامه خفيفة وقال:

– أو أنك كنت تتخيل مثلا من الإرهاق والتعب الشديد الذي كنت فيه أو أكيد من كتابة الروايات والتعمق بها.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى