هل يجب استخدام الإنترنت مجانًا
كتب باحث في ورقته البحثية الأخيرة: «إن استخدام الإنترنت وسيلة لتحقيق أحد الحقوق الأساسية للإنسان، مثله مثل الحق في حرية التعبير أو التجمع». وحجته في ذلك أن استخدام الإنترنت من ضرورات المشاركة في الحياة المعاصرة؛ إذ يؤدي الحرمان منه إلى ضعف الاطلاع على المعلومات، وعدم القدرة على إبداء الآراء، أو التعبير عن الحقوق الأساسية، وغير ذلك من الأمور.
ويرى ريغلتز أنه يجب توفير الاتصال بالإنترنت مجانًا لغير القادرين. يقول ريغلتز: «إن استخدام الإنترنت ليس ترفًا؛ بل هو حق أساسي يجب توفيره للجميع دون رقابة، ويجب توفيره مجانًا لغير القادرين على تحمل تكلفته؛ لأن بدون هذا الحق سيفقد هؤلاء قدرتهم على التأثير على المؤسسات وصناع القرار الذين قد يتجاوز نفوذهم نفوذ الدول، ببساطة لن يصبح لهؤلاء الأفراد أي رأي فيما يتعلق بصياغة القوانين التي يجب عليهم الامتثال لها، والتي تحدد فرصهم في الحياة».
ثم يورد ريغلتز أمثلة مثل أحداث الربيع العربي في أوائل القرن الحالي، وحملة أنا كذلك MeToo ضد التحرش الجنسي، وتوثيق أحداث عنف غير مبرر من بعض أفراد الشرطة ضد أمريكيين من أصول أفريقية، باعتبارها أمثلةً على أثر الإنترنت في محاولة توفير الحرية والعدل والأمن لفئات مهمشة.
يوضح ريغلتز أن الوصول إلى الإنترنت لا يضمن إتاحة مثل هذه الفرص، لكن وسائل التواصل الاجتماعي تتيح وجود هذا النوع من الحركات، وتوفر القدرة على نشر المعلومات والاطلاع عليها عبر الإنترنت.
يرى ريغلتز أن استخدام الإنترنت يُعد أمرًا أساسيًا، بل يُعد من أساسيات الحد الأدنى من العيش الكريم بالنسبة لبعض الأشخاص، مع أنه لا يمثل بالنسبة لأشخاص آخرين سوى صور القطط الرقيقة والحلقات الدرامية التي لا تنتهي.
يعترف ريغلتز بوجود سلبيات للإنترنت، مثل انتهاك خصوصية المستخدمين والتنمر الإلكتروني، مع ذلك فإن استخدام الإنترنت هو أمر في غاية الأهمية لأي شخص اليوم، ولا يمكن الاستغناء عنه.
قطعت بعض السلطات في أنحاء العالم خطوات في هذا الاتجاه؛ إذ أقرت ولاية كيرلا Kerala الهندية بأن استخدام الإنترنت هو من حقوق الإنسان، ويخطط الاتحاد الأوروبي لتغطية جميع المدن بشبكة إنترنت لا سلكية مجانية بحلول عام 2020.
يشير ريغلتز إلى أن استخدام الإنترنت لا يتطلب بالضرورة استخدام أحدث وسائل الاتصال واسعة النطاق عالية السرعة؛ بل يمكن للناس المشاركة باستخدام أجهزة وبرمجيات بسيطة: «لا يتطلب استخدام الإنترنت تكلفةً خيالية، لست في حاجة إلى استخدام أحدث الوسائل التقنية للوصول إلى الأمور المؤثرة سياسيًا، مثل التدوين والحصول على المعلومات والانضمام إلى المجموعات الافتراضية وإرسال واستقبال الرسائل الإلكترونية؛ بل تسمح الهواتف الذكية للناس بالوصول إلى كل هذا.